الفرق بين الجراحة التجميلية والترميمية

لا شكّ بأنك قد صادفتَ يوماً مصطلح ” الجراحة الترميمية ” خلال بحثك أو قراءتك عن عمليات التجميل ، ولعلك قد تساءلت عن الفرق بين الجراحة التجميلية والترميمية ؟ وإن كان كلا التعبيرين يدلّان على نفس المعنى أو لا ؟ سوفَ نجيب لكم عن هذا التساؤل مع ذكر مجموعة من الأمثلة والأنواع وأكثر مع تجميلي . 

عُرف الاهتمام بمجال الطب التجميلي وعمليات التجميل ( Plastic Surgery ) منذ قديم الأزل ، حيثُ ظهرت اولى عمليات التجميل على يدّ أحد الأطباء الهنود في بدايات القرن السادس قبل الميلاد ، كذلك شهد هذا المجال تطوراً في عصور الفراعنة والإغريق ومنذُ ذلك الحين لم تغفل الانسانية عن دور هذه العمليات في التحسين من مظهر الإنسان وصحته الجسدية والنفسية كذلك واعطائه حياةً أفضل . وعقبَ الحرب العالمية الأولى بدأ مجال الطب والجراحة التجميلية في الازدهار والتطور تبعاً للأحداث العالمية الجارية في تلك الفترة حيثُ تم إجراء أولى عمليات جراحة ترقيع الوجه لأحد الجنود المصابين في الحرب وقتها ، ومنذ ذلك الحين ازداد سعي الأطباء العاملين في الحقل الطبيّ من أجل استحداث الوسائل الطبية المتطورة للمساعدة في تحسين هذا المجال من أجل تلبية حاجات وتطلعات المرضى ومساعدتهم في الحصول على حياةٍ أفضل . ومن بين فروع الطب التجميلي ظهرت الجراحة التجميلية كوسيلة لتحسين عمل أعضاء بعينها من الجسم وليس فقط بهدف التجميل على العكس من العمليات التجميلية . 

 

 

 أولاً – الجراحة التجميلية :  ما هي الجراحة التجميلية ؟ 

تعتمد فكرة الجراحة التجميلية على التغيير من التشريح الطبيعي لجزء بعينه من الجسم بهدف تحسين مظهره وتجميله وبالتالي التأثير على المظهر الخارجي لهذا العضو ، وفي العادة لا تستهدف الجراحة التجميلية التحسين من الحالة الصحية للمريض بقدر ما تستهدف تحسين حالته النفسية واستعادة ثقته بنفسه والتي تعتمد بشكلٍ كبير على مظهره الخارجي . 

 

 

ما هي أهم أنواع الجراحة التجميلية ؟

– جراحة تجميل الأنف : تعتبر جراحة تجميل الأنف واحدة من أشهر العمليات التجميلية المنتشرة في الوقت الحديث ، ويرجع السبب وراء هذا الانتشار الى التطور الهائل في هذا النوع من العمليات على وجه التحديد وكذلك الخيارات الطبية المتعددة والتقنيات المختلفة المتاحة للقيام بهذه العملية والتي أثبتت فعالية وكفاءة عالية ونتائج فعالة في هذا الإطار .

– جراحة شدّ الوجه : تلجأ السيدات لجراحة شدّ الوجه نتيجة لعدد من الأسباب على رأسها : التقدم في العمر وخسارة الوزن بصورة مفاجئة وظهور العلامات التعبيرية بصورة مبكرة ، وتتنوع الوسائل الجراحية المستخدمة في هذا الغرض ومن أبرزها شدّ الوجه جراحياً و باستخدام الخيوط الجراحية ، كذلك شدّ الوجه باستخدام تقنية الليزر ، والتخلص من التجاعيد باستخدام حقن مواد التحشية وغيرها من الوسائل التقنيات الحديثة .

– جراحة تجميل الرقبة : تعدّ تجاعيد الرقبة واحدة من أكثر المشاكل التجميلية ازعاجاً على الإطلاق والتي عادةً ما تصاحب التقدم في العمر وظهور التجاعيد ، وقد تصيب الأشخاص الذين كانوا يعانون من السمنة في وقت سابق ومن ثمّ خسروا اوزانهم بصورة سريعة ، ولا تختلف وسائل تجميل الرقبة عن وسائل شدّ الوجه وعلاج التجاعيد التي ذكرناها سابقاً .

4- جراحة زراعة الشعر : ظهرت عملية زراعة الشعر كوسيلة فعالة للتخلص من مشكلة الصلع الوراثي وتساقط الشعر ، وقد بدأ اللجوء الى زراعة الشعر عبر التقنيات المختلفة وعلى رأسها تقنية الاقتطاف كحلٍ فعال للتحسين من مظهر الإنسان والمساعدة في استعادة ثقته بنفسه ورضاه عن مظهره .

5- جراحة تجميل الذقن : يعدّ الذقن العريض والكبير ومقارنته بباقي ملامح الوجه أحد المشاكل التجميلية التي يعاني منها عدد من الرجال والنساء ، ومن أجل التغلب على هذه المشكلة المزعجة ظهرت جراحة تصغير الذقن من خلال استئصال العظام الزائدة وتحديد شكله بواسطة الجراحة مما ساعد الكثيرين في الحصول على اطلالة أجمل وأكثر جاذبية .

 

 

من هم الأشخاص المُرشحون للجراحات التجميلية ؟

– الأشخاص الذين يعانون من مشاكل متعلقة بملامح وجوههم ويرغبون في جعلها أكثر تناسقاً وجاذبية على سبيل المثال السيدات اللواتي يعانين من كبر حجم غضروف الأنف بشكلٍ لافت وهو الأمر الذي يستدعي قيامهم بالخضوع لعملية تصغير غضروف الأنف ، كذلك السيدات اللواتي يعانين من مشكلة كبر حجم الذقن مما يضطرهن للخضوع لجراحة تجميلية للتغلب على هذه المشكلة التجميلية والحصول على وجه أكثر تحديداً وملامح أكثر تناسقاً وجمالاً .

– السيدات اللواتي يعانين من أعراض الشيخوخة وتأثيرها على البشرة والجلد مثل تهدل الوجه وظهور خطوط التجاعيد فوق سطح البشرة وحول العينين وخطوط الابتسام وخطوط الجبهة وتجاعيد الرقبة مما يضطرهم الى الخضوع لأيّ من أنواع الجراحات التجميلية المستخدمة لشدّ الوجه والبشرة مثل شدّ الوجه بالخيوط أو الجراحة أو من خلال التقنيات الحديثة في هذا الإطار مثل تقنية حقن مواد التحشية أو تقنية الليزر وغيرها من التقنيات التي أثبتت فعالية كبيرة وكفاءة عالية في هذا المجال .

– الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على قوام أفضل وجسد مشدود وممشوق من خلال التخلص من الدهون المتراكمة في مناطق بعينها من الجسم مما يؤثر كثيراً وبشكلٍ ملحوظ على مظهرهم الخارجي وثقتهم بأنفسهم ، لذلك يلجأ هؤلاء الأشخاص الى عمليات وتقنيات نحت الجسم بمختلف أنواعها مثل جراحة شفط الدهون و عملية نحت الجسم باستخدام تقنية الليزر وشد الجسم باستخدام تقنية الفيزر والنحت البارد وغير ذلك من التقنيات المختلفة .

4- الأشخاص أصحاب الاطلالات الاعلامية والذين يرغبون في الحصول على مظهر أفضل وأكثر جاذبية بشكلٍ يتناسب مع مقاييس الجمال العالمي الحديثة ، ولا يقتصر هؤلاء الأشخاص على السيدات فحسب وإنما يشمل السيدات والرجال على حدّ سواء ، وقد ظهرت مؤخراً بعض أنواع عمليات التجميل التي أصبحت شائعة بين الوجوه الإعلامية مثل جراحة نفخ الخدود والشفاه وحقن مواد التحشية وتجميل الأسنان وغيرها من العمليات التجميلية .

5- الرجال الذين يرغبون في تحسين نمط حياتهم ومظهرهم الخارجي وتعزيز نجاحهم بين الناس وذلك من خلال الحصول على مظهر أفضل والتغلب على بعض المشاكل التجميلية المزعجة وعلى رأسها مشكلة الصلع التي أثبتت الاحصائيات بأنه يعاني منها شريحة واسعة من الرجال ، الأمر الذي يقود العديد من الرجال لعملية زراعة الشعر بمختلف تقنياتها كحلٍ لهذه المشكلة . 

 

 

 

ثانياً – الجراحة الترميمية :   ما هي الجراحة الترميمية ؟

وتعرف أيضاً باسم ” الجراحات التكميلية ” أو ” Regenerative Surgery ” ويمكن وصف الجراحة الترميمية بأنها نوع من الجراحات التي تستهدف تحسين وظيفة جزء ما من الجسم أو الانسجة واعادتها الى وضعها الطبيعي قدر الامكان وليس تحسين الشكل الخارجي فحسب ، وعلى عكس الجراحات التجميلية لا تتضمن الجراحات الترميمية أيّ تغييراتٍ في هيكلة اعضاء الجسم أو التشريح الطبيعي لهذه الأجزاء أو الأعضاء وإنما تعتمد على التغييرات الظاهرية فحسب . في احيانٍ معينة يتم اللجوء إلى الجراحات الترميمية لأجزاء معينة من الجسم بهدف التغلب على مشاكل طارئة مثل الاصابات نتيجة الحوادث أو الأمراض المختلفة ، كما يمكن أيضاً اللجوء الى الجراحات الترميمية من أجل التغلب على بعض التغيرات الطبيعية البيولوجية للجسم الى جانب عدد كبير من الأسباب الأخرى .

 

ما هي أهم أنواع الجراحة الترميمية ؟ 

– جراحة ترميم الثدي : بدأت جراحة ترميم الثدي بالظهور والانتشار خلال السنوات القليلة الماضية ولم يكن هذا النوع من الجراحات معروفاً بشكلٍ كبير في الماضي ، وعادةً ما يتم اللجوء الى جراحات ترميم الثدي مباشرة بعد القيام باستئصال أحد الثديين أو كلاهما نتيجة الاصابة بسرطان الثدي . وتتم هذه الجراحة عادةً من خلال مواد التحشية والتي يتم تصنيعها في أغلب الأحيان من مادة ” السيليكون ” من أجل ملء الفراغ الذي حدث نتيجة عملية استئصال الثدي واستعادة الشكل الطبيعي له .  

– جراحة ترميم المهبل : يتم اللجوء الى مثل هذا النوع من الجراحات نتيجة الاتساع الذي يحدث في فتحة المهبل لدى السيدات نتيجة عمليات الولادة الطبيعية المتكررة أو كنتيجة لعوامل التقدم في العمر وفي بعض الأحيان يطلق على هذه الجراحة ” عملية رأب المهبل ” ، وعادة ما تتم عملية ترميم المهبل من خلال شدّ الأنسجة وازالة بعض الأجزاء الزائدة بشكلٍ لا يؤثر على التشريم الطبيعي لهذه المنطقة بهدف تضييقها . 

– جراحة ترميم الوجه : تعدّ جراحة ترميم الوجه واحدةً من أكثر الجراحات الترميمية شيوعاً وانتشاراً ، وتتضمن جراحة ترميم الوجه وإصلاح بعض العيوب والتشوهات التي قد تنتج عن تعرض الإنسان للحوادث وعلى سبيل المثال : التشوهات الناتجة عن الحروق وكذلك التشوهات الناتجة عن فقدان غضروف الأذن وكذلك حدوث كسر معين في غضروف الأنف . كما يمكن أيضاً أن يكون اللجوء الى جراحات تجميل الوجه ناتجاً عن أسباب وراثية أو خُلقية وعلى سبيل المثال : جراحة ترميم الشفة الأرنبية وجراحة ترميم الأنف الأفطس وغيرها من الجراحات الترميمية . 

4- جراحات ترميم الأصابع : قد يولد بعض الأشخاص بأصابع ناقصة أو زائدة نتيجة لبعض الاختلالات الجينية أو العوامل الوراثية التي أدت لإصابتهم بهذه المشكلة ، لذلك يلجأ الأطباء في هذه الحالة الى استئصال الأصابع الزائدة أو زراعة الأصابع الناقصة سواء في القدمين أو الكفين بهدف استعادة وظيفتها الطبيعية وتحسين مظهرها الخارجي . 

5- الجراحات الترميمية الاضطرارية : يلجأ الأطباء في الغالب لمثل هذا النوع من الجراحات للأشخاص الذين تعرضوا لحوادث أدت الى حدوث تشوه ما في عضو من أعضاء أجسامهم ، ومن أبرز أنواعها جراحة ترميم جلد الجسم نتيجة الاصابة بالتشوهات الناتجة عن التعرض للحرائق وفي هذه الحالة تعد جراحة زراعة الجلد حلاً ملائماً لاستعادة مظهر ووظيفة الجلد الطبيعية . 

 

 

من هم الأشخاص المرشحون للجراحة الترميمية ؟

  • السيدات اللواتي خضعن لجراحة استئصال أحد الثديين او كلاهما وذلك نتيجة الاصابة بسرطان الثدي في أغلب الأحيان ، في هذه الحالة تصبح جراحة ترميم الثدي من الجراحات الفعالة نسبياً من أجل استعادة الوظيفة الطبيعية للثدي في حال كان الجزء المستأصل من الثدي صغيراً وكذلك من أجل تحسين مظهر الثدي الذي تمّ استئصاله والذي عادةً ما يؤثر بشكلٍ ملحوظ على الحالة النفسية والجسدية للسيدات .  
  • السيدات اللواتي يعانين من مشكلة اتساع المهبل والذي يحدث عادةً نتيجة عمليات الانجاب الطبيعية المتكررة أو نتيجة الشيخوخة والتقدم بالعمر مما يحدث ازعاجاً كبيراً بالنسبة لشريحة كبيرة من السيدات ويهدف هذا النوع من الجراحات الترميمية في الغالب الى تحسين الصحة النفسية للمريضة واستعادتها لثقتها بنفسها .
  • الأطفال الذين يعانون من مشكلة الشفة الأرنبية ، حيث تظهر هذه المشكلة منذ الولادة في الغالب نتيجةً لخلل وراثي أو جينيّ ويبدأ الأطباء في التعامل معها في سنّ مبكر من خلال الجراحة الترميمية للشفاه من أجل تحسين وظيفة الفم في المقام الأول وكذلك فهي تستهدف التحسين من المظهر العام للشفاه والوجه والذي يؤثر بشكلٍ كبير على ثقة الإنسان بنفسه وصحته النفسية وليس فقط حالته الصحية .
  • الأشخاص الذين ولدوا بأعضاء ناقصة أو أعضاء زائدة عن العدد الطبيعي لها في جسم الانسان نتيجةً لوجود خلل وراثي أو جيني قد تسبب في ذلك ، على سبيل المثال الأشخاص الذين ولدوا بأصابع زائدة أو ناقصة في القدمين أو اليدين في هذه الحالة يقوم الأطباء بإجراء جراحة استئصال أو زراعة للأنسجة من أجل إصلاح هذا الخلل . 
  • الأشخاص الذين تعرّضوا لحوادث معينة تسببت في إصابتهم باختلالات في اعضاء اجسامهم ، او نتيجة اصابة تلك الأعضاء بأمراض معينة مما ادى الى استئصالها مثل الاصابة بالسرطان على سبيل المثال ، وفي الآونة الأخيرة ومع التطور الهائل الذي يشهده قطاع الطب التجميلي و الترميمي أصبح من المتاح بالنسبة للأطباء وجراحي التجميل القيام بزراعة الأعضاء المختلفة مثل الأذن على سبيل المثال وذلك من خلال الاستعانة ببعض انسجة جسم المريض نفسه .  
  •  

     

     

    ما هي مدة التعافي بعد الجراحة الترميمية أو التجميلية ؟

    لا تختلف العوامل التي تساهم في التسريع من مدّة التعافي بعد الخضوع للجراحة التجميلية أو الترميمية ، فالأمر معتمدٌ في الأساس على نوع الجراحة ومدى خطورتها والمدة اللازمة لإجرائها ، كما أن لنوع التخدير المستخدم والتقنية المستخدمة في إجراء الجراحة ومهارة الطبيب دور فعال في تحديد مدّة التشافي اللازمة من العملية الى جانب جودة الخدمات الطبية المقدمة من قبل المستشفى او المركز الطبي ، لذلك من الضروري إجراء حديث مطول مع الطبيب بشأن كافة الأمور المتعلقة بالجراحة وعلى رأسها مستوى خطورة العملية والنتائج المتوقعة و فترة التعافي اللازمة من أجل أن يكون المريض على دراية تامة بها بشكلٍ مسبق . 

     

     

    اقرأ أيضاً:

    ترميم البشرة

    علاج لتساقط الشعر

    الجراحة التجميلية الترميمية

    الجراحة التجميلية في المغرب

    الجراحة التجميلية في تركيا

     

     

    ‫0 تعليق

    اترك تعليقاً