الزينة الملونة والفوانيس المضيئة والمصابيح ذات الأشكال الهلالية والنجوم أبرز مظاهر احتفالات المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك على مدار السنوات في مختلف الدول العربية والإسلامية، فقلوب المسلمين تنتظر حلول الشهر الفضيل بفارغ الصب لعلّه بما يحمله من طاعات وروحانيات طيبة يُخلص قلوبهم بما فيها من هموم، فشهر رمضان تنتظره جوارح المسلمين كباراً وصغاراً ويحرصون على عدم فعل أية مخالفة شرعية به مهما كانت ضئيلة، لذا يتساءل الكثير من المسلمين حول حكم الفوانيس في رمضان ابن باز وذلك ما سنعرضه لكم تفصيلاً في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
حكم الفوانيس في رمضان ابن باز
شهر رمضان المبارك أحد أعظم الشهور الهجرية وأكثرها بركة وفضلاً على المسلمين، ويأتي ليضع في قلوبهم الطمأنينة والعبادات الطيبة مثل الصوم وقيام الليل وأداء صلوات التراويح، ويحرص الكثيرين خلاله على تعليق مظاهر البهجة والفرحة بحلول الشهر الكريم والتي من بينها تعليق الزينات الملونة والفوانيس، وهنا فقد أوضح أهل العلم أن الأصل في أمر تعليق فانوس رمضان إظهاراً للسعادة والفرحة بحلول الشهر المبارك هو الإباحة والإيجاز، فلا حرج في الأمر على الإطلاق، ويدخل هذا الأمر ضمن نطاق العادات المحمودة خلال شهر رمضان، والعادات يتم النظر إلى معناها كما أوضح أهل العلم.
وقد جاء عن الشاطبي قوله “الأصل في العبادات بالنسبة إلى المكلَّف التعبد دون الالتفات إلى المعاني، وأصل العادات الالتفات إلى المعاني”، فلا يوجد حرج على الإطلاق على المسلمين أن يقوموا بتعليق فانوس رمضان، وذلك إن لم يصاحبه أي من الأمور المحرمة مثل مظاهر المغالاة والتبذير أو الموسيقى والأغنيات، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}، فعند خلو الفوانيس الرمضانية من أية أمور محرمة دون مغالاة أو تبذير ولا يقصد بها تعبد أو تقرب إلى الله رب العالمين، فتكون فوانيس رمضان مباحة ولا حرج فيها والله تعالى أعلى وأعلم.
هل يجوز تعليق الزينة والفوانيس في شهر رمضان
أوضح أهل العلم والإسلام حول حكم تعليق الفوانيس في شهر رمضان بأنه لا يوجد حرج في إظهار البهجة والفرحة احتفالاً بقدوم الشهر الكريم، مع تحديد عدة ضوابط شرعية يُمكن للمسلمين الاستعانة بها ومراعاتها حال تعليقهم لزينة رمضان، ومن بينها:
- الالتزام بعدم الاعتقاد بأن زينة رمضان من أوجه العبادة أو الطاعة، وإنما هي عادة اجتماعية لإظهار البهجة والفرحة.
- ألا يتم المغالاة والإسراف في الإنفاق على شراء الزينة والفوانيس بمبالغ طائلة، لدخول ذلك تحت بند الإسراف والتبذير.
- يجب أن لا تحتوي الفوانيس على أية صور لذوات الأرواح، فذلك من المحرمات.
- يجب أن لا يتم تزيين المساجد وأماكن العبادة بمثل هذه الزينة حتى لا تشغل المصلين عن صلاتهم.
- ألا تتم مرافقة زينة رمضان بأي من الأغنيات أو الموسيقى وغيرها من الأمور المحرمة.
حكم زينة رمضان ابن باز
أوضحنا لكم في السابق حكم ابن باز وغيره من علماء المسلمين بشأن تعليق فوانيس رمضان، وفي حال الحديث حول زينة رمضان فإنه على الرغم من كونها أمراً جائز ومباحاً ولا حرج فيه في حال تحقيقها للضوابط الشرعية المحددة، إلا أنه من الأفضل للمسلمين عدم الانشغال بزينة رمضان كثيراً واغتنام شهر رمضان المبارك في أداء الطاعات والأعمال الصالحة، فمن واجب المسلمين استقبال الشهر الكريم بالروحانيات والتوبة الصادقة إلى رب العالمين، واغتنام كل دقيقة في الوقت في التفقه في شئون الدين وتعلم أحكام القيام والصيام، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنّه قال: “إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدتِ الشياطينُ ومردةُ الجنِّ وغلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ وفتِّحَت أبوابُ الجنةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ وينادي منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشرِّ أقصِرْ وللهِ عُتَقاءُ من النارِ وذلك كلَّ ليلةٍ”.
لذا يكون على المسلم أن يتقي ربه وأن يحفظ وقته لصيامه وقيامه، مع الاجتهاد في فعل العبادات والخيرات والكثير من الطاعات وإخراج الصدقات، فقراءة القرآن والذكر والاستغفار خير ما قد يعتاده المسلم في حياته وخاصةً في شهر رمضان، ذلك الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الأجور وتُمحى ذنوب المسلمين ويكون الدعاء مستجاباً من رب العالمين.
حكم تخصيص طعام ولباس لشهر رمضان
اعتاد المسلمون خلال شهر رمضان المبارك انتقاء أفضل الأطعمة والمشروبات والملابس جيدة المظهر وغيره من الحلوى ومظاهر الاحتفال بقدوم الشهر الفضيل، وقد جاء رأي أهل العلم حول هذا الأمر بأنه لا حرج فيه على المسلمين ولا تدخل هذه الأمور ضمن نطاق البدع المحرمة، فلا يقوم المسلمون بالتقرب إلى ربهم من خلالها وإنما هي من ضمن العادات وحسب، وقد ورد في الأثر أن هناك إحدى الصحابيات التي كانت تقوم بإعداد طعام خاص ليوم الجمعة، وقد كان صحابة النبي الكرام ـ رضي الله عنهم ـ يفرحون بما يحصلون عليه من هذا الطعام، كما أوصانا خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يقوم المسلمين بارتداء أفضل الملابس يوم الجمعة والعيدين، وقياساً على هذين الأمرين فإن القيام بتخصيص طعام وشراب ولباس معين للشهر رمضان وغيره من الأوقات غير محرم ولا حرج فيه على الإطلاق.
حكم تعليق زينة وفوانيس رمضان في المسجد
إن تعليق الزينات والفوانيس في شهر رمضان داخل المساجد من الأمور غير الجائزة والتي لا يجب القيام بها على الإطلاق، وذلك لأن الأصل في هذا الأمر هو النهي عن تزيين المساجد وذلك حتى لا تتسبب مثل هذه الزينة في إشغال المصلين عن أداء صلاتهم، فالزينة وغيرها من الفوانيس والزخارف والنقوش المبالغة من الأمور التي تُسبب تشوش أذهان المصلين وهي بدعة مضللة غير صحيحة في الدين، فالأصل في الأمر هو تنظيف المسجد وتطييبه مع عقد النية الصادقة للصلاة والقيام خلال شهر رمضان المبارك.
ضوابط زينة شهر رمضان ابن باز
جاء أصل الحكم في شأن تعليق الزينة الملونة والفوانيس احتفالاً بشهر رمضان المبارك هو الإباحة والجواز، فلا حرج على المسلمين في هذا الأمر، إلا أنه بشرط عدم دخول أية من المحظورات أو المحرمات فيها، وذلك من خلال الانتباه إلى الضوابط الشرعية وأحكام زينة رمضان الوضحة تالياً:
- يجب على المسلم عدم الاعتقاد بأن تعليق مثل هذه الفوانيس أو الزينة خلال شهر رمضان المبارك من العبادات التي تقربه إلى الله تعالى وإنما هي عادة اجتماعية محمودة يُظهر خلالها المسلمون احتفالهم بحلول الشهر الفضيل.
- من الضروري عدم المغالاة أو الإسراف والتبذير في شراء وتعليق زينة رمضان والفوانيس وغيرها من الأضواء، فالتصدق بمثل هذه الأموال يكون أولى وأفضل بكثير، كما نبذ الله تعالى المبذرين وجعلهم إخواناً للشياطين في قوله {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} .
- يجب أن تخلو الزينات وفوانيس رمضان من صور ذوات الأرواح، حيثُ قد حرم الدين الإسلامي ذلك.
- من الضروري ألا تتسبب هذه الزينات في إيذاء الغير من الجيران أو شغّل الطرقات أو الشوارع، فالمسلم طيب لا يُسبب الإيذاء لغيره بأي شكل من الأشكال.
- يجب خلو زينة رمضان والفوانيس من أية محرمات مثل الأغاني والموسيقى المرافقة لها.
- يُمنع ولا يجوز أن يتم تعليق زينة رمضان داخل المساجد، وذلك حتى لا تتسبب في شغل المصلين عن أداء صلاتهم في خشوع وتدبر.