خلال هذا المقال نتعرف على حكم تشقير الحواجب بالليزر هيئة كبار العلماء، يروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال:”لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ ما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللَّهِ.”، تستند الكثير من الآراء والأحكام المتعلقة بصبغ أو إزالة شعر الحاجبين إلى هذا الحديث، وبمرور الزمن فقد تطورت تقنيات التجميل فيما يتعلق بالحواجب لتظهر معها الضرورة في أحكام فقهية جديدة تتناسب مع هذه التقنيات وتبين جوازها أو تحريمها، لذلك نتحدث خلال هذا المقال عبر مخزن المعلومات عن أحكام تشقير وصبغ الحواجب بالآراء الفقهية المختلفة.
ما هو تشقير الحاجبين بالليزر؟
- تشقير الحاجبين هو تغيير لونهما إلى الأشقر باستخدام الليزر وهو أحد التقنيات الحديثة في التجميل.
- انتشر تشقير الحاجبين بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة بين النساء بحيث أصبحت بعض النساء تقوم بتشقير حاجبيها من الأعلى ومن الأسفل لتغيير لونهما وهو ما يشبه النمص بدرجة كبيرة.
- يعتمد التشقير على تغيير لون بعض أجزاء الحاجبين لتصبح هذه الأجزاء شقراء اللون قريبة من لون الجلد أو مشابهة له فتبدو وكأنها غير موجودة.
- تشبه عملية تشقير الحواجب النمص المنهي عنه بدرجة كبيرة من حيث الشكل الناتج في النهاية، فالنمص هو إزالة أجزاء من الحاجب ويسبب التشقير نفس النتيجة من حيث الشكل.
حكم تشقير الحواجب بالليزر هيئة كبار العلماء
تعددت آراء العلماء المسلمين حول حكم تشقير الحواجب لكونه من المسائل المستحدثة التي لم يرد فيها نص صريح واستعمل فيها القياس وكانت الآراء كما يلي:
هيئة كبار العلماء
- انتهت هيئة كبار العلماء إلى الفتوى في هذه المسألة بأن تشقير الحاجبين لا يجوز لككونه يشبه النمص أو يحقق نفس النتيجة من حيث الشكل.
- كذلك فقد قالت الهيئة أن عدم الجواز ليس فقط للتشبه بالنمص أو لتحقيقه نفس النتيجة المنهي عنها ولكنه يسبب ضرراً للجسم وهو ما يحرم شرعاً.
- يتم استخدام الليزر وبعض المواد الكيميائية لتغيير لون الشعر وهو ما يسبب الضرر للجسم وهو من الأشياء المنهي عنها شرعاً.
- كذلك اعتبرت هيئة كبار العلماء أن في هذا الأمر تشبه بغير المسلمين وتقليد أعمى للغرب وهو ما لا يجوز على المسلم فعله.
- النمص هو تحديد الحواجب بإزالة أجزاء منها للتغيير في مظهرها وشكلها بترقيقها لتصبح أصغر حجماً وهو من الأمور المحرمة شرعاً.
- تم تحريم النمص في الإسلام باعتباره تغييراً في خلق الله وهو ما وعد الشيطان بإغواء البشر لفعله ولذلك لا يجب فعل أي شيء يؤدي إلى تغيير في خلق الله.
- يقول تعالى في القرآن الكريم:”وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ” (النساء:9) والمتحدث في هذه الآية هو إبليس اللعين يعد الله عز وجل بإغواء بني آدم وجعلهم يغيرون في خلق الله.
- استناداً إلى هذه الآية يتم تحريم النمص ومعظم عمليات وإجراءات التجميل التي تتضمن تغييراً في خلق الله عز وجل.
الرأي بالإجازة
- على خلاف الرأي بالتحريم أجاز بعض العلماء تشقير الحاجبين للمرأة لكونه تغيير في لونهما وليس إزالة لشعر الحاجبين كالنمص.
- يستند هذا الرأي إلى جواز تغيير لون الشعر أو صبغه وكذلك الحاجبين باستعمال الكحل أو غيره للتزين وليس لإخفاء الشيب.
- لا يتشابه التشقير مع النمص إلا في النتيجة لكن الوسيلة لتحقيق النتيجة التجميلية مختلفة في الحالتين فالأولى تعتمد على إزالة الشعر من الحاجبين والثانية تعتمد على تغيير لون بعضه.
- أجاز بعض العلماء صبغ الحاجبين للمرأة على سبيل التجمل وهو ما لم يرد نص صريح بمنعه وورد النص فقط في منع النمص وليس تغيير اللون أو الصبغ.
- أجاز العلماء للمرأة المتزوجة أن تصبغ شعرها أو تشقر حاجبيها تجملاً لزوجها ما دام هذا الأمر لا يحمل ضرراً صحياً والله اعلى وأعلم.
- أما غير المتزوجة فقد رأى أصحاب هذا الرأي أنه من الأصلح لها ألا تفعل ذلك فيكره لها أن تستعمل الأصباغ التي تظهرها متبرجة متزينة والله أعلى وأعلم.
- نهى كثير من العلماء عن استعمال الحناء على اليدين والقدمين لغير المتزوجة والقدمان لا تظهران للأجانب، وعلى ذلك فإن تشقير الحاجبين أو صبغهما لغير المتزوجة لا يجوز والله أعلم.
حكم صبغ الحواجب
- يعتبر بعض العلماء أن صبغ الحواجب محرم شرعاً لما فيه من تغيير لخلق الله ومشابهة للنمص والله أعلم.
- يرى أصحاب هذا الرأي أن حرمة هذا الفعل تزيد إذا كان المقصود منه هو التشبه بالكفار وهو ما لا يجوز.
- كذلك تزيد حرمة هذا الفعل إذا كان يُستخدم في ذلك مواد تسبب الضرر للجسم والله أعلم.
- وأيضاً فإن صبغ الحاجبين أو الشعر عموماً بقصد إخفاء الشيب هو من المحرمات من وجهة نظر بعض العلماء.
- بينما يرى آخرون أن صبغ الحاجبين مباح شرعاً لعدم وجود نص يمنعه كالنمص، وأن المقصود من النمص هو نتف شعر الحاجبين وإزالته وليس تغيير لونه.
- ويشترط أصحاب هذا الرأي ألا يكون في صبغ المرأة لحاجبيها طلب للشهرة باستعمالها ألواناً غير مألوفة لتلفت بها انتباه الناس.
- وكذلك ألا يكون الغرض هو التشبه بغير المسلمين لأنه من المحرمات شرعاً أن يتشبه المسلم بغير المسلمين في هيئتهم أو أفعالهم والله أعلم.
- وأيضاً ألا يكون الصبغ باللون الأسود كاللون الأصلي للشعر بغرض إخفاء الشيب.
هل يجوز صبغ الحواجب بالحنه؟
- حسب رأي دار الإفتاء المصرية فإن صبغ الحاجبين بالحناء للنساء مباح والله أعلم.
- لم يرد نص صريح يمنع صبغ الحواجب وورد النص في منع النمص فقط والصبغ غير النمص فالنمص هو إزالة الشعر أو نتفه بينما الصبغ تغيير في لونه.
- أجاز الشرع للمرأة أن تضع الكحل في عينيها وقياساً على ذلك يرى البعض جواز استعمال الحناء لصبغ الحاجبين خاصة غذا كانت متزوجة تحتاج للزينة والله اعلم.
هل يجوز صبغ الحواجب للرجل؟
كما ذكرنا فقد اختلف العلماء على حكم صبغ الحواجب بين من يرى بجواز ذلك ومن يرى تحريمه لشبهه بالنمص المنهي عنه، أما عن حكم صبغ الرجل لحاجبيه نذكر ما يلي:
- من الجائز للرجل صبغ الشعر ما دام بلون غير الأسود ولم ينه الرسول صلى الله عن إخفاء الرجل للشيب بصبغ الشعر وأمر بالابتعاد عن السواد وعلى ذلك لا يجوز استعمال اللون الأسود لصبغ شعر الرجل وإخفاء الشيب.
- حول حكم صبغ الحواجب فقد اختلف العلماء ومنهم من أجاز ذلك باعتبار أن صبغهما لا يشبه النمص المنهي عنه وحكمه حكم شعر الرأس في صبغه.
- بينما رأى آخرون أن صبغ الحاجبين قد يعتبر من النمص المنهي عنه والأصلح تركه والالتزام بالنص في صبغ شعر الرأس أو اللحية فقط والله أعلم.
- أما عن حكم تهذيب شعر الحاجبين للرجل من خلال قص الشعر الطويل فقد أجازت دار الإفتاء المصرية هذا واعتبرت أنه بعيد عن النمص المنهي عنه، بينما يرى آخرون أن هذا يدخل في حكم النمص المنهي عنه ولا ينبغي للرجل الاقتراب من شعر الحاجبين بالقص أو الغالة أو الصبغ والله أعلم.