كيف استخرج الغضب

كثيراً ما يشعر الإنسان بالغضب ثم يشعر بالندم على ما فعله أثناء غضبه، فالغضب من المشاعر السلبية التي كثيراً ما يندم الإنسان بسببها، فالتأثير السلبي للغضب على تصرفات الإنسان وتفكيره لا يدركه الشخص إلا بعد أن يهدأ ويدرك خطأه، فيكتشف أنه قد بالغ في رد الفعل أو لم يكن الموقف يستدعي كل هذا مما يلزمه بالاعتذار والتراجع، ولذلك يتساءل كثير من الأشخاص كيف استخرج الغضب؟ كيف أشعر بالهدوء وقت الغضب ولا أرتكب ما أندم عليه؟ نتحدث خلال السطور التالية من هذا المقال الذي نقدمه لحضراتكم عبر مخزن المعلومات عن بعض تقنيات إدارة الغضب، كما نوضح أعراض الغضب المكبوت الجسدية ومراحل الغضب عند الإنسان.

كيف استخرج الغضب

تساعد بعض الخطوات والتصرفات على تهدئة الإنسان والتخفيف من غضبه وهو ما يعرف بتقنيات إدارة الغضب، فإذا كنت تعاني من سرعة الغضب وتفعل ما تندم عليه لاحقاً بعد أن تهدأ وتدرك خطأ ما فعلت في لحظات الانفعال الزائد، فيما يلي 0 نصائح ذهبية لإدارة الغضب:

فكر ملياً قبل التحدث

  • إذا كنت ممن يقولون في غضبهم ما يندمون لاحقاً على قوله ويعودون للاعتذار الذي قد لا يقبله الشخص، فيجب عليك التفكير مطولاً قبل أن تقول أي شيء تندم عليه.
  • فكر في كلماتك وما قد تسببه من جرح لمشاعر الطرف الآخر وحاول أن تتحدث بطريقة تجعل الاعتذار ممكناً فيما بعد أو تجنبك الاعتذار من البداية.

عبر عن غضبك عندما تهدأ

  • بعد أن تهدأ يمكن التعبير عن غضبك بهدوء شديد وبكلمات موزونة بطريقة غير مؤذية للمشاعر.
  • تحدث بوضوح عن غضبك واستيائك واذكر ما تشعر به للطرف الآخر بكل هدوء دون أن تجرحه أو تؤذي مشاعره.

قم بممارسة التمارين الرياضية

  • عندما تكون منفرداً وتشعر بالغضب بسبب أحد المواقف في يومك أو لخلاف بينك وبين أحدهم عن طريق الهاتف أو ما شابه ذلك من مواقف يمكنك ممارسة الرياضة للتنفيس عن غضبك.
  • قم بالجري أو المشي السريع عند الغضب وحاول تصفية ذهنك مما يغضبك وركز فيما تمارسه من رياضة وضع أمامك هدفاً لتحقيقه كأن تجري أو تمشي لمسافة كيلومتر.
  • تساعد هذه الطريقة بدرجة كبيرة على تهدئة الأعصاب وتفريغ طاقة الغضب في نشاط بدني، وهي من أكثر الطرق الفعالة للتنفيس عن الغضب.

احصل على بعض الراحة

  • يصبح الإنسان عصبياً وأكثر سهولة للاستثارة عندما يكون مرهقاً أو متوتراً من أحد الأمور.
  • إذا كنت تعلم أنك سوف تمر بيوم طويل وحافل بالأنشطة والمهام فاصنع لنفسك وقتاً للراحة في هذا اليوم ولو لمدة دقيقة وادة بين كل مهمة أو نشاط.
  • تساعد هذه الطريقة على تقليل التوتر والإجهاد الذهني الذي يجعل شعور الإنسان بالغضب لأتفه الأسباب أكثر سهولة.

حاول التفكير بهدوء

  • التفكير في المشكلة جزء من الحل وبداية الخطوات ولكن الغضب هو التفكير فقط في المشكلة دون التفكير في الحل.
  • فكر بهدوء في المشكلة والحلول الممكنة لها بدلاً من الغضب غير المفيد أو غير المغير للواقع.
  • اجعل غضبك دافعاً لحل المشكلات وليس لزيادتها بتصرفاتك وردودك الانفعالية، وفكر بهدوء كيف يمكنك حل هذه المشكلة بأقل الخسائر الممكنة أو بتحويل الخسارة إلى مكسب إن أمكن.

تحدث عن نفسك

  • عندما تشعر بالغضب من احدهم لا تحدثه بصيغة “أنت” وتحدث فقط عن نفسك مستخدماً صيغة “أنا”.
  • عندما تتحدث بضمير أنت فغالباً سوف توجه اللوم الشديد أو الإهانات كأن تقول لأحدهم “أنت تحدثت لي بطريقة غير مهذبة” أو ما شابه ذلك من الجمل فيكون معنى ذلك هو أنه شخص غير مهذب يتوجه له اللوم مباشرة بطريقة قد تكون مهينة في بعض الأحيان.
  • يمكن إيصال نفس الفكرة بالطريقة التالية:”أنا لم يعجبني الطريقة التي تحدثت بها إلي”، في هذه الحالة يكون الحديث عتاباً بالمحبة أكثر من كونه لوماً وإهانة، خاصة مع استعمال نبرة هادئة في الحديث.

تخلص من المشاعر السلبية

  • المشاعر السلبية كالكره والحقد وغيرها هي مما يعيق الإنسان عن النجاح في الحياة عموماً، فما تعطيه للناس من مشاعر يعود إليك وكما تدين تدان.
  • حاول ما استطعت مسامحة الأشخاص عن أخطاءهم غير المقصودة أو غير المؤذية بدرجة كبيرة.
  • في حالة الاستياء من الخطأ بدرجة كبيرة يمكن اللجوء للوم والعتاب بدلاً من الغضب وتوجيه الإهانات والانتقام.
  • لا تحمل في قلبك ضغينة تجاه أحدهم بسبب موقف أو عدة مواقف، أكره الفعل وقم بانتقاده ولا تكره الفاعل فكلنا بشر نخطئ ونصيب وقد لا يدري أحدنا في كثير من الأحيان أن ما يفعله خطأ بحق أحدهم.

خفف من حدة التوتر

  • حاول قدر الإمكان أن تلجأ للفكاهة والسخرية في التعامل مع ما يغضبك ولكن استدم هذه الطريقة بحذر.
  • بعض الأشخاص في لحظات الغضب أو الاستياء قد يوجهون الإهانات للآخرين عن طريق السخرية وهو ما يترك أثراً عميقاً في النفس في بعض الأحيان ويجعل الاعتذار غير مقبول.
  • اسخر من غضبك ولا تسخر من الآخرين، اسخر من تصرفاتهم ولا تسخر منهم شخصياً، فالسخرية من الآخرين مؤذية للمشاعر في أغلب الأحيان.

قم بالتأمل والاسترخاء

  • تساعد رياضة اليوجا على تقليل الشعور بالغضب وتهدئة الأعصاب فحاول قدر الإمكان أن تمارسها في وقت الفراغ.
  • خصص 5 دقيقة يومياً على الأقل للتأمل والهدوء والاسترخاء والتنفس بعمق دون التفكير في أي شيء سلبي.
  • حاول في التأمل أن تركز على الأفكار الإيجابية بأكبر قدر ممكن، لا تركز على الأفكار والمشاعر والمواقف السلبية في يومك وحاول تناسيها تماماً.

اطلب المساعدة عند الحاجة

  • إذا كنت لا تستطيع السيطرة على غضبك فيمكنك طلب المساعدة من المقربين في إدارة الغضب.
  • إذا فعل أحدهم ما يغضبك أطلب منه بهدوء أن تكملا حديثكما لاحقاً عندما تهدأ.

أعراض الغضب المكبوت

بعض الأشخاص في حالات الغضب الشديد أو الغضب المكبوت قد تظهر عليهم بعض الأعراض الجسدية الواضحة، وتكون هذه الأعراض ما يلي:

  • التعرق والشعور بالدوخة أو الدوار في بعض الأحيان.
  • المعاناة من مشكلات في الجهاز الهضمي والشعور بألم في البطن أو اضطرابات في الأمعاء.
  • جفاف الحلق بصورة غير طبيعية والرغبة في تناول الماء بشدة.
  • ارتفاع ضغط الدم وما يصاحبه من أعراض جسدية.
  • زيادة سرعة ضربات القلب برغم عدم بذل مجهود بدني.

مراحل الغضب

يمر الغضب عند الإنسان بخمسة مراحل ثابتة وهي:

  • بداية الغضب: وهي المرحلة التي يحدث فيها ما يستدعي الغضب أو يسببه من العوامل الخارجية وقد يكون مبنياً على أسباب غير واقعية، كقيام أحد الأشخاص بعدم رد السلام أو التحية عليك.
  • زيادة الغضب: هي المرحلة التي تبدأ فيها بتفسير السلوك فمثلاً تفسر عدم رد أحدهم للسلام عليك بأنه متعمد ومقصود.
  • شدة الغضب: تبدأ في هذه المرحلة بالشعور بالغضب الشديد مما يسبب المشاعر السلبية كالكره، وقد تحاول الانتقام منه بتوجيه إهانة له أو ما شابه ذلك.
  • مرحلة التشوش: في هذه المرحلة يدرك الإنسان أنه كان خطأ وأن الشخص لم يرد السلام لأنه لم يسمع أو لأن باله كان مشغولاً دون أي موقف سلبي تجاهك.
  • مرحلة الاعتذار: عند اكتشافك أنك قد أخطأت في تقدير الموقف أو أنك بالغت في رد الفعل بطريقة غير مهذبة فإنك حتماً ستلجأ للاعتذار والتراجع عما فعلته.
  • ‫0 تعليق

    اترك تعليقاً