ما هو جوهر الاتصال الانساني
إن وجود البشر واستمرارية النسل الإنساني هي العوامل الرئيسية التي تقوم عليها الحياة وتستمر، وتعتبر العلاقات الإنسانية من أقدس العلاقات على الأرض على الإطلاق، وتتعدد وتختلف طرق المعرفة والتواصل فيما بينهم، أما عن سمات البشر فإنها تتغير مع تغير البلد التي ينتمون إليها، ولكن يوجد حاجات وقواسم مشتركة بين جميع البشر، ولعل أهم غاية لدى الإنسان تتمثل في التعرف على جوهر تلك العلاقات الإنسانية، وكيفية قيامها وأنواعها.
ويذكر أن جوهر الاتصال الإنساني هو ما يتم بين البشر من علاقات إنسانية والتي يقصد بها الروابط البشرية التي تجمع بين شخصين أو أكثر، والتي تتكون من خلال طرق تفاهم وتواصل عدة، والتي تعد من أهم الأركان التي تساعد بتطور المجتمعات المختلفة، ونقلهم لمستوى أفضل وأسمى، ويوجد له أشكال عديدة على أرض الواقع، ففي بعض الأحيان تكون من خلال الالتزام الواعي بالعمل، أو التعرف على الذات، وأشكال كثيرة غيرهم تطبق بشكل يومي بواسطة ملايين البشر.
أهمية العلاقات الإنسانية في حياة البشر
إن الإنسان بطبيعته التي فطره الله عليها كائن اجتماعي محب لتشكيل العلاقات، حيث لا يفضل العيش وحده، وتتكون رغبة القيام بتلك العلاقات وتشكيلها منذ الصغر، ولهذه العلاقات أهمية كبيرة بجميع مجالات الحياة، ومنها:
- إضافة الحيوية، والزيادة في نظم المجتمعات جميعها.
- تشكيل بيئة منسجمة ومتعاطفة بينهم.
- المساهمة باسمرار النسل البشري، حيث إن الإنسان غير قادر على العيش بغير تلك العلاقات، كما لا يستطيع أن يعيش وحيدًا.
- المساهمة بتنسيق العمل، والمساعدة بفرز العلاقات البشرية ووضع كل منها بمكانه المناسب.
- إن أكبر دور يمكن أن يكون للعلاقات البشرية بحياة البشر يبرز بمجال العمل، حيث إنها تخلق حس عالٍ من الانضباط بالعمل، وتكوين فرق قادرة على إنجاز جميع الأعمال، والزيادة من الحس بالمسؤولية فيما بينهم، وهو ما يترتب عليه ازدهار ونمو الأعمال.
أنواع وأشكال العلاقات الإنسانية
يوجد اثنين من الأنواع الرئيسية للعلاقات الإنسانية، وتلك الأنواع هي:
- النوع الأول: يقصد بذلك النوع علاقات الإنسان البشرية في إطار نطاقه الحميم والقريب مثل علاقته العاطفية والعائلية، ولعل أهم ما يميز ذلك النوع هو المحبة التي تجمع بين الإنسان ومن حوله من الأشخاص الذين يتعامل معهم، وأنها من العلاقات القوية.
- النوع الثاني: هو ذلك النوع الذي ينشأ وفقًا للفوائد والاحتياجات التي سوف تتشكل من تلك العلاقة، مثل العلاقة العملية التي تنشأ بين الموظفين والمدراء أو العلاقة العملية التي تنشأ بين العاملين، أو بين الزبون والعامل.
أشكال العلاقات الإنسانية
يوجد العديد من الأشكال للعلاقات الإنسانية، ومنها:
- العلاقة التي تنشأ بين الشخص وذاته.
- العلاقة التي تنشأ بين الشخص وأسرته.
- العلاقة التي تنشأ بالمجال العملي والدراسي.
- علاقات الأشخاص العاطفية.
- العلاقة التي تنشأ بين الشخص وأصدقائه.
- العلاقة التي تنشأ بين الشخص ومعارفه.
مزايا العلاقات الاجتماعية وأهميتها
هناك العديد من المزايا للعلاقات الاجتماعية بحياة الإنسان، ولعل من أهم تلك المزايا ما يلي ذكره:
- المزايا النفسية: إن الأصدقاء المقربون يساعدون الشخص في التخفيف من حدة التوتر عبر الاسترخاء والسعادة التي تتواجد بعلاقات الصداقة الوثيقة، إذ أن الأصدقاء يراقبون أفعال بعضهم البعض، ويقدمون التشجيع والدعم لكن يحتاج إليه، وتوجيه النصح للابتعاد عن الأمور الضارة والقضاء عليها.
- المزايا الصحية: أوضحت بعض الدراسات أن العلاقات الاجتماعية للشخص كلما ازدادت ترتفع مقدرته على مقاومة نزلات البرد، كما وأثبتت ستيم دراسة تم نشرها أن من أسباب الوفاة المبكرة الراجعة إلى السمنة، وتدخين السجائر، وارتفاع ضغط الدم، يترتب على افتقار الصداقة الإيجابية والقوية باعتبارها من العوامل ذات التأثير القوي على الصحة والحالة النفسية.
- المزايا المادية: يقدم الأشخاص القريبين تقديم المساعدة بتلبية الاحتياجات المادية من مأوى وطعام ومال ونقل، وحينما يشعر الشخص أنه قريب ممن حوله فإنه يميل إلى مشاركتهم ما لديه من موارد وقت الحاجة.
- المزايا العاطفية: إن العلاقات العاطفية القوية تمنح صاحبها التشجيع والدعم الذي يحتاج إليه خاصةً في الأوقات الصعبة، كما تمنح أفرادها الشعور بالسعادة والراحة والتفائل، حيث إن التفاعل مع الأصدقاء من أكثر الأمور المريحة، حيث يساعد الأصدقاء بالواقع صديقهم في أسعد الأوقات وأصعبها، بل وإن أفضل الأوقات وأكثرها إمتاعًا يتم قضائها مع الأصدقاء المقربين.