ما هي اسفار موسى الخمسة ؟

أسفار موسى الخمسة، هي أول خمسة كتب في الكتاب المقدس، وقد اقترن اسمها باسم سيدنا موسى عليه السلام، نظرًا لاعتقاد علماء اللاهوت المحافظين، أن أغلبيتها كُتبت من قِبل سيدنا موسى، على الرغم من عدم تحديد كتاب الأسفار، وأسفار موسى الخمسة هي:

سفر التكوين: وهو السفر الأول، وهو كتاب البدايات، والذي يتناول إنشاء العالم، وخلق الكون والأرض، كما يحتوي على قصص بعض الأنبياء مثل قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقصة سيدنا يوسف، وقصة نبي الله نوح مع الطوفان، ورسالة هذا الكتاب هي ضرورة الخلاص، وأن البشر لا يمكنهم إنقاذ أنفسهم من الخطيئة.
سفر الخروج: وهو السفر الثاني، يتناول هذا الكتاب العذاب الشديد الذي تعرض له بني إسرائيل على يد بني فرعون، لمدة زادت عن أربعة قرون، كما يتناول ذهابهم إلى فلسطين، وكلام سيدنا موسى عليه السلام مع الله عز وجل في الوادي المقدس.
سفر اللاويين: وهو السفر الثالث، ومعناه الأحبار Leviticus، ويتناول الأحكام والتعاليم الإلهية، وكيف يتضرع العباد لخالقهم ويعبدونه حتى يغفر لهم ذنوبهم.
سفر العدد: وهو السفر الرابع، وسُمي بهذا الاسم لأنه يحتوي على أرقام التجارب التي خاضها اليهود بعد أن ظلوا في البرية أعوام طويلة، حتى مات الغالبية العظمى منهم.
سفر التثنية: أو إعادة الناموس، وهو السفر الخامس، وهو يتناول التذكرة بضرورة عبادة الله وطاعته، كما يتناول الكلام الأخير الذي قاله سيدنا عيسى عليه السلام، قبل دخول بني إسرائيل الأرض الموعودة.

عدد أسفار التوراة

عدد أسفار التوراة هي 5 أسفار أساسية، والتي جرى ذكرها في الفقرة السابقة.
والأسفار الخمسة تعني pentateuch، وهي مكونة من كلمتين يونانيتين، الكلمة الأولى هي pente ومعناها خمسة، والكلمة الثانية هي teuchos وتعني كتاب، والمقصود بالكلمة الكتاب المكون من 5 مجلدات، وقد تم إطلاق تلك التسمية في عام 00 قبل الميلاد.
كما أن تلك الأسفار معروفة باسم التوراة، وهي كلمة عبرية تعني “ناموس”.
وفي اللغة العبرية، تعني كلمة pentateuch التوراة، والمقصود بها التعليمات أو القوانين، وقد كُتبت جميع تلك الكتب باللغة العبرية، وعند اليهودية هي كتب الكتاب المقدس للقانون التي منحها الله لهم عن طريق سيدنا موسى عليه السلام.
وكان العهد القديم يُقسم من قِبل اليهود إلى أجزاء، وهي الناموس والأنبياء والكتابات، حيث يتناول الناموس أو التوراة بداية الخلق، والناموس الذي حصل عليه بني إسرائيل على جبل سيناء.
وتحتوي كتب الأسفار الخمسة على عناوين عبرية وهي: بيرشيت ومعاناها في البداية، ديفاريم ومعناها أشياء أو كلمات، باميدبار ومعناها في البرية، Vayikra ومعناها دعا، شيموت ومعناها أسماء.
أما عن موعد كتب هذا الكتاب؛ فقد كان منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، والذي يقدم ويتناول كيف تلوث العالم بالخطيئة، وتعاليم الله للبشر منذ أن خلقهم حتى موت سيدنا موسى، بالإضافة إلى علاقة الله تعالى بالبشر، لمعرفته بشكل أعمق.
ويرى معظم الباحثون أن أسفار موسى الخمسة كعمل مشترك يمكن أن تكون قد كُتبت في القرن السابع أو السادس قبل الميلاد.
ولطالما كان يُعتمد على أسفار موسى الخمسة كأحد مصادر التاريخ والقانون، خاصة من قِبل المسيحيين الذين تركوا القانون القديم ولم يتبعوه، وعلى الرغم من ذلك، فقد لاقى تاريخ القصص التاريخية في الكتب الخمسة الأولى للكتاب المقدس تشكيكًا، لتركيزه على التاريخ البدائي، وعدم احتواءه على العديد من الأدلة المستقلة عن أي شيء يخص ذلك.
وعلى الرغم من أن مصر تحتوي على الكثير من الأدلة والسجلات الأثرية المكتوبة؛ إلا أنها لم يكن بينها دليلًا عن قصة الخروج التي تناولتها أسفار موسى الخمسة.
وتُعد أسفار موسى الخمسة هي المصدر الرئيسي للقانون اليهودي، لأن هناك اعتقادًا بأن موسى تسلمها من الله عز وجل، كما أنها تحتوي على جميع القوانين التوراتية.
وهناك العديد من الأبحاث التي كشفت عن ارتباط لقوانين في أسفار موسى الخمسة ارتباطًا وثيقًا بالقوانين التي أقرتها الحضارات القديمة الأخرى في الشرق الأدنى، وعلى الرغم من ذلك، تنفرد قوانين أسفار موسى الخمسة عن مختلف الرموز القانونية الأخرى، فتلك الأسفار تجمع بين القوانين الدينية والمدنية، كأنه ليس هناك اختلاف جوهري.

شخصيات أسفار موسى الخمسة

تناولت أسفار موسى الخمسة شخصيات هامة وهي:

آدم وحواء: وهما أول البشر الذين خلقهم الله، وسبب أول خطيئة.
سيدنا إبراهيم: والذي وقع عليه الاختيار ليكون أب بني إسرائيل.
سيدنا نوح: ومدى إيمانه بالله تعالى، وقصته مع الطوفان.
سيدنا إسحاق: وهو ابن سيدنا إبراهيم، والذي آمن بما آمن أبيه.
سيدنا يعقوب: وهو حفيد سيدنا إبراهيم، والذي تحول اسمه فأصبح إسرائيل.
سيدنا يوسف: وهو ابن سيدنا يعقوب، والذي غدر به إخوته وأصبح عزيز مصر، بعد أن كان عبدًا.
سيدنا موسى: وهو من قاد العبرانيين خارج مصر إلى فلسطين.
سيدنا هارون: وهو أخو سيدنا موسى.
فرعون: والذي حكم مصر، والسبب في بقاء اليهود مستعبدين.
جوشوا: وهو زعيم بني إسرائيل بعد سيدنا موسى.

موضوعات أسفار موسى الخمسة

هناك موضوعات رئيسية تناولتها أسفار موسى الخمسة وهي:

العهد: والمقصود به المعاهدة بين الله والبشر، سوا جميعهم أو مجموعة منهم، فهناك تصور يتمثل في تقديم الله وعودًا لأدم وحواء وغيرهم عن حياتهم ومستقبلهم، ثم الوعود التي يقدمها الله لسيدنا إبراهيم عن حياة جميع نسله ومستقبلهم.
التوحيد: يتم معاملة الديانة اليهودية اليوم على أنها أصل ديانة توحيدية، على الرغم من أن الديانة اليهودية القديمة لم تكن ذلك بشكل دائم، حيث تناولت النصوص المبكرة الشاملة لأسفار موسى الخمسة، أصل الدين، وأنه كان أحاديًا وليس توحدًا، وعلى الرغم من وجود اعتقاد بتعدد الألهة؛ إلا أن هناك اعتقادًا آخر يتمثل في ضرورة عبادة إله واحد فقط.

هل موسى هو من كتب الأسفار الخمسة

على الرغم من أن هناك خلافًا حول أن من كتب الأسفار الخمسة هو موسى عليه السلام؛ إلا أن مؤيدي هذا الرأي استدلوا في رأيهم إلى عدة مقاطع منسوبة إلى موسى أو هي كلماته، ومنها: (خروج 7: 4؛ 4: 4-7؛ عدد : -؛ تثنية : 9-).
كما استندوا في هذا الرأي إلى إشارة سيدنا عيسى إلى هذا الجزء من العهد القديم بأنه “ناموس موسى”، وذلك في (لوقا 4: 44).
أما معارضي هذا الرأي، فقالوا أن هناك شخصًا آخر غير موسى هو من كتب تلك الأسفار، مثل تثنية 4: 5-8 والتي تحتوي على وصف موت موسى ودفنه.
ورغم ذلك، ينسب أغلب اللاهوتيين كتابة تلك الأسفار إلى موسى، حتى وإن كُتبت المخطوطات الأصلية عن طريق شخص آخر، وفي رأيهم أن الله هو المؤلف الفعلي لتلك الكلمات، وأنه هو الذي أوحى بالأسفار.
وهناك إحدى الدراسات الحديثة التي أشارت إلى أن هناك العديد من المؤلفين الذين أنتجوا أسفار موسى الخمسة، حيث كانوا يعملون في أوقات مختلفة، ثم يحررونها في وقت واحد، وهو ما عُرف بالفرضية الوثائقية.
ويمكن القول أن معظم الأسفار الخمسة لا ترمز إلى كاتبها، ولم تذكر في بدايتها أو نهايتها أن موسى هو من كتبها، عدا العدد الأول من سفر التثنية.

اترك تعليقاً إلغاء الرد