هل السعادة تسبب الارق ؟ ، طرحنا هذا السؤال على العديد من الأشخاص للتعرف على حقيقة إن كانت السعادة ينتج عنها عدم الرغبة في النوم، والشعور بالأرق، وبالفعل كانت الإجابات تؤكد على أن شعور الإنسان بالسعادة يصاحبه الإصابة بالأرق، حتى ولو كانت هذه السعادة بسيطة للغاية، ولكن ما هو السر في ذلك؟، هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقال اليوم على الميدان نيوز.
ما هي السعادة
- السعادة هي شعور داخلي، ينتج عند الإحساس بالرضا أو البهجة، أو الاطمئنان ، وهي شيء نسبي يختلف من إنسان لآخر، فالأمر الذي يجعل فلان سعيد ليس بالضرورة أن يجعلك أنت أيضاً سعيد .
- كما تختلف الأشياء التي تجعل من الفرد إنسان سعيد ، فهناك شخص يشعر بالسعادة لمجرد قربه من صديق ، وهناك من يشعر بها عن إنجاز عمل معين ، وآخر يشعر بها عند دخوله في علاقة عاطفية جديدة ، وغيرهم يرى للسعادة معنى آخر وهي في رضا الله سبحانه ومساعدة الآخرين.
- وكل هذه الأشياء حتماً تجعل الإنسان يشعر بالسعادة ، وقد تجتمع جميعاً لتجعله يبلغ أقصى درجات السعادة ، وعلى الرغم من أن هذا شعور جميل جداً ، إلا أنه في بعض الحالات يصاحبه شعور بالخوف الشديد ، ويكون هذا الخوف نابع من عدم قدرة الإنسان على إطالة مدة هذه السعادة ، والاستمتاع بها لأطول فترة ممكنة.
أنواع السعادة
- قد تشعر بالدهشة عندما تقرأ هذا العنوان، وتسخر منه قائلاً “أللسعادة أنواع!”، بالطبع يا عزيزي للسعادة أنواع، فشعورك بالسعادة عندما ترزق بالمال أو عندما تساعد غيرك ، هو شعور لحظي سيزول بعد مرور فترة قصيرة من الوقت ، وبعدها تعود إلى حالتك الطبيعية التي كنت عليها، وتسمى هذه السعادة القصيرة.
- وهناك نوع آخر من السعادة ، وهي السعادة طويلة المدى ، والتي تستمر معك لفترة قد تصل إلى نهاية الحياة ، وتتمثل هذه السعادة في الشعور بالرضا ، أو السعادة الزوجية .
ما هو سبب الشعور بالسعادة
أضحكني صديق عندما قال لي “لو كانت السعادة تُشترى بالمال لاشتريت منها فدانين” ، ويتساءل الكثير عن سر السعادة ، ومن أين تنبُع؟ .
على الرغم من أن الكثير من الأشخاص يعتقدون أن منبع السعادة الأصلي هو القلب ، فإن العلم أثبت خلاف ذلك تماماً ، حيث أكد أن شعور السعادة هو شعور نابع من بعض النواقل العصبية ، والتي تتفاعل فيما بينها من أجل بث هذا الشعور .
ولكل ناقل من هذه النواقل دور هام، يقوم به في الجسم فيشعر الإنسان بالسعادة ، حيث :
هرمون السيروتونين
- وهو من الهرمونات التي تساعد الإنسان على أن يشعر بالسعادة ، حيث يعمل على التقليل من نوبات الحزن والاكتئاب ، كما يحسن من الحالة المزاجية للإنسان .
هرمون الجريلين
- يذكر العديد من الأشخاص أنهم يتناولون الطعام بشكل كبير عندما يشعرون بالتوتر ، وهذا صحيح ، فعلمياً أثبت الطب الحديث ، أن هذا الهرمون هو المسؤول عن تبديل شعور التوتر إلى الشعور بالجوع.
هرمون الاندروفين
- وبه يتمكن الإنسان من القضاء على الشعور بالتوتر والقلق .
هرمون الدوبامين
- من الهرمونات التي يفرزها الجسم عندما يشعر بالإنجاز ، ويدفع هذا الهرمون الإنسان إلى تحقيق المزيد والمزيد من النجاحات ، كما يُفرز عندما يسمع الإنسان بعض مدح أو ثناء عليه .
هرمون الأوكسيتوسين
- وهو من الهرمونات التي تساعد على الشعور بمزيد من الفرح والسعادة ، ويُفرز عندما يشعر الإنسان بالحب أو الاطمئنان ، سواء كان من الأهل أو الأصدقاء أو الزوج .
هل السعادة تسبب الأرق
- بعد أن تناولنا معنى السعادة وأسباب الشعور بها ، يصبح من الضروري علينا أن نُجيب على سؤالنا في مقال اليوم إذا كانت السعادة تُسبب الأرق أم لا ؟ .
- وعلى الرغم من تأكيد العديد من الأشخاص على أنهم لا يستطيعون النوم عندما يشعرون بالسعادة ، إلا أن العلم أثبت أن انخفاض الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالسعادة في جسم الإنسان ، تُزيد من نسبة الأرق وعدم القدرة على الحصول على قسط كافي من الراحة ، كما أنها تتسبب في التعرض للتفكير الزائد ، واضطرابات في النوم ، والانزعاج لفترة طويلة .
- وأكدت الدراسات الطبية على أن ارتفاع معدل هذه الهرمونات ، ينتج عنه شعور الإنسان بالسعادة والرضا والاطمئنان وبالتالي يتمكن من النوم في هدوء تام ، دون التعرض للأرق أو لاضطرابات النوم والانزعاج.