هل الغضب خلق لايمكن التخلص منه
هل الغضب خلق لايمكن التخلص منه ، فالطبيعة البشرية تفرض على البشر مجمعة من الطباع المختلفة لدى الإنسان، إلا أنها ليست طباع متشابهة لدى الجميع وإنما تختلف الطباع الإنسانية باختلاف طبيعة الإنسان والظروف المحيطة به والبيئة التي نشأ بها، فهناك الإنسان الهادئ، الإنسان الغاضب، الإنسان المطمئن، الإنسان القَلِق وغيرها من الشخصيات المختلفة.
وفيما يتعلق بسؤال هل الغضب خلق لا يُمكن منه ، فالإجابة هي لا ، فأي من الطباع الإنسانية يُمكن أن يتم تغييرها على مدار الوقت حتى وإن كانت متأصلة في النفس البشرية على مدار سنين، فيُمكن للمرء التخلص من مشاعر الغضب من خلال تدريب النفس وتعويدها على ضبط انفعالاتها في المواقف المختلفة، مع تجنب السلوكيات الغاضية والعصبية التي لا ينجم عنها سوى تدمير العلاقات الاجتماعية وترك أثار سلبية سيئة في حياة الشخص الغاضب ومن يتعرض للغضب الصادر منه.
ما هو الغضب؟
في الحقيقة يُعد الغضب شعور إنساني طبيعي وصحي في بعض الحالات والذي قد مرّ به جميع الأشخاص بالتأكيد، إلا أنه حينما تخرج مشاعر الغضب عن السيطرة وتتحول إلى مشاعر عدوانية مدمرة مما يجعلها تُسبب مشكلات إنسانية عديدة سواء على الصعيد النفسي أو الشخصي أو المهني.
فالغضب عبارة عن حالة عاطفية تتراوح في درجاتها ما بين الانزعاج البسيط وصولاً إلى السخط والغيظ العام، ووفقاً لأطباء علم النفس فإن الغضب مثله كغيره من المشاعر الإنسانية ترافقه دوماً مجموعة من التغيرات البيولوجية والفسيولوجية، فأنت عندما تشعر بالغضب تتسارع نبضات قلبك ويرتفع معدل ضغط الدم في جسمك، كما يؤثر الأمر على مستويات هرمون الإدرينالين.
أعراض الغضب
ترتبط أعراض الغضب عادةً بظهور مجموعة من الأعراض الجسدية والمؤشرات النفسية على الشخص الغاضب، وتتمثل أبرز أعراض الغضب في:
- الانفعال، التهيج، العدوانية بسبب أو دون سبب.
- التعب والإرهاق الجسدي الدائم.
- الشعور بتسارع ضربات القلب.
- صعوبة في التنفس وضيق في الصدر.
- الشعور بالتنميل أو الوخز في الأطراف وبعض مناطق الجسم.
- آلام الرأس والصداع الدائم.
نصائح للتخلص من الغضب
نوضح لك في التالي مجموعة من أبرز الإرشادات والنصائح الموصى بها من أطباء علم النفس وخبراء الطباع البشرية في كيفية مساعدة الإنسان لنفسه في التخلص من مشاعر الغضب والتحكم بمشاعر الانفعال والعدوانية:
- التفكير جيداً في الكلمات قبل الإقدام على الحديث، مع محاولة وزّن الكلمات في أوقات الانفعال وذلك تجنباً لخروج أي كلمات جارحة منك في حق الآخرين، والتي قد تترك في نفوسهم آلاماً وجروحاً لا يُمكن شفائها.
- تسهم ممارسة الرياضة بانتظام على تفريغ الطاقة السلبية في النفس البشرية مع التقليل من مشاعر العصبية والتوتر.
- يُمكنك اللجوء لاستخدام النكات وحس الفكاهة للتخفيف من الضغط النفسي الواقع عليك في الفترات الصعبة.
- حاول أن تعمل على تهدئة نفسك قبل البدء في مناقشة أي من المواقف التي تمر بها.
- حاول التنفس بطريقة عميقة وهادئة ومنتظمة حيثُ يساعدك ذلك على تهدئة نفسك، وذلك من خلا سحب شهيق وعميق لعدة مرات متتالية، وهو ما يسمح لك بتنظيم ضربات القلب في حالات الغضب الشديد مع التقليل من مشاعر التوتر.
- يساعدك النوم والاسترخاء لساعات كافية للتخفيف من حدة الضغط النفسي على الأعصاب والتوتر وذلك لإزالة الطاقة النفسية الكامنة في نفسك.
كيف تعرف أنك غاضب أكثر من اللازم؟
يوجد هناك العديد من الاختبارات النفسية المخصصة لقياس حدة مشاعر الغضب لدى ألشخاص، أو لأي مدى قد وصلت مشاعر الغضب داخله، كما يوجد اختبارات أيضاً مخصصة لقياس مدى براعة الشخص في السيطرة على غضبه، وفي حالة كنت تجد نفسك تعاني من الغضب المبالغ فيه فهذا أمر لا يُمكن إخفاءه بقدر كبير، ففي حالة وجد ت نفسك تتصرف بطريقة خارجة عن السيطرة وتخيف المحيطين بك في المواقف المختلفة سيكون عليك البدء في البحث عن وسائل تساعدك في التحكم مع مشاعر الغضب والسيطرة عليها.
لماذا يكون البعض اكثر غضباً من غيرهم
ووفقا ً لأطباء علم النفس البشرية المتخصصون في مجال إدارة الغضب فإن هناك بعض الأشخاص الذين يتم وصفهم بأنهم أكثر غضباً من غيرهم، حيثُ يشعرون بالغضب بحدة أكبر وشكل أسرع من الآخرين، كما يوجد مجموعة من الأشخاص الذين قد لا يعبرون عن غضبهم بالطرق المعتادة مثل الصوت المرتفع، إلا أنهم يشعرون بشكل دائم بالانزعاج والتوتر وهذا غضب أيضاً، لذا لا يُشترط أن يكون الشخص الغاضب فقط هو من يصرخ دائماً ويقوم بتكسير الأشياء من حوله.
إلا أن الغضب أيضاً يُسبب انسحاب البعض من التواجدات الاجتماعية مع الإصابة بالتذمر وبعض الأمراض النفسية والجسدية، فهذه الفئة تعاني مما يُطلق عليه في علم النفس (عدم التسامح مع مشاعر الإحباط) والذي يعبر ببساطة عن شعور هذه الفئة بعدم ضرورة تعرضهم للإزعاج أو الإحباط أو أي من المشاعر السلبية، وفي أي من الأحوال فإن الغضب من المشاعر الإنسانية السلبية التي يجب تعلم كيفية السيطرة عليها والتحكم بها وعدم تركها تسيطر على مسار حياة الشخص.